حياتى معاك مشرف الطرب والمزيكا
عدد المساهمات : 926 الموقع : a-e7sas.ahlamontada.com العمر : 29
| موضوع: أنت .. القاضي والمتهم الإثنين مارس 22, 2010 12:15 pm | |
| قال أحد الحكماء: "الصديق مرآة صديقه" وقد أنصف هذا الحكيم عندما قال (مرآة) لأن المرآة في واقع الأمر لا تكشف إلا ظاهر الإنسان فقط ؛ فأنت كما تقف أمامها فلا ترى إلا إنعكاس صورتك فإن صديقك لايرى منك إلا ظاهر أقوالك وأفعالك وطباعك، فإذا كنت إنسانا نقيا فإن باطنك سيتطابق مع ظاهرك وعندها فقط يمكن قبول رأي صاحبك فيك كإنسان، أضف إلى هذا أن المرء قد لا يرى مساوىء صاحبه وإن أجمع الناس عليها بدافع الحب الذي بينهما.
أقصد من السطور السابقة أن المرء ادرى الناس بعيوبه ونقائصه وهو أدراهم بحسانته لذا فإنه أقدرهم على إجابة السؤال الصعب: "من أنا؟" ، فإن أردت أن تعرف ذاتك كما هي بغيرتشويش من نفاق أو هوى أو فهم خاطىء فاجعل من نفسك القاضي والمتهم ولكن قبل أن تفعل هذا عليك بالحرص على أن تجعلها محاكمة عادلة، وعدالة المحاكمة تتوقف على كلا طرفيها معا (القاضي والمتهم) فعلى القاضي أن يعلم أن دوره هو إظهار الحقيقة كما هي بغير زيادة أو نقصان بمعنى ألا يتعاطف مع ضعف المتهم فيحكم ببرائته أو تحمله بشاعة الجريمة التي لم تثبت صحتها على الزج به إلى ظلمات السجون.
هذا عن القاضي أما المتهم فليدرك جيدا أنه قد يظل متهما في نظر نفسه وإن برأه الناس وقد يحيا حقيرا في نظر نفسه وإن أظهر الناس له تقديرهم واحترامهم ، وعلى الجانب الآخر فإن من الضرورة إدراك حقه في الدفاع عن نفسه إذا كان متأكدا من برائتها وإن كذبه كل الناس أو بعضهم.
ليس ما سبق بالطبع محاضرة من محاضرات كلية الحقوق ولست بالمناسبة طالبا فيها! ولكني أرى أنه لا يبتعد بك عن صلب الموضوع لأن التعرف على حقيقة الذات هو أولى خطوات تصحيح عيوبها وتعزيز الثقة في مميزاتها فالهدف من تلك المحاكمة الذاتية ليس جلد النفس والتلذذ بتعذيبها وإغفال حسناتها وليس أيضا الإمعان في خداعها ومنحها ماليس لها من تقدير وإنما الوصول بها إلى درجة من التوازن لا ترتفع بها إلى حد الغرور ولا تنحدر بها إلى حد كراهية الذات وضعف الثقة.
ولكن هل يعني ما سبق أن يعيش الإنسان في قوقعة ولا يضع أي إعتبار لرأي الناس؟! إن كان قد وصلك من كلامي فربما أخطأت أنت الفهم او أخطأت أنا التعبير لأن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه وهو في حاجة إلى الشعور بالتشجيع والتقدير ممن حوله إنها الحقيقة التي لا يمكن إنكارها ولكن قد تتحول تلك الرغبة إلى مرض حب النفاق والتلذذ به إلى درجة تصديقه وإدمانه! وأنت من زاوية أخرى في حاجة إلى معرفة رأي من حولك فيك لتحكم بمدى قربه أو بعده من حقيقتك. جوهر الهدف كما ذكرت من قبل يكمن في كلمة واحدة هي التوازن.
فهل تملك يا عزيزي الشجاعة الكافية لمحاكمة نفسك وكشف حقيقتها؟ ، إذا كانت إجابتك بنعم فأبشر لأنك على الطريق الصحيح! أضف الى مفضلتك | |
|
no love عضو ماسى
عدد المساهمات : 537 الموقع : a-e7sas.ba7r,org العمر : 33
| موضوع: رد: أنت .. القاضي والمتهم الثلاثاء مارس 23, 2010 8:11 am | |
| | |
|